فصل: الضرب الأول في ذكر كورها القديمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: صبح الأعشى في كتابة الإنشا (نسخة منقحة)



.الفصل الثاني من الباب الثالث من المقالة الثانية في ذكر كور الديار المصرية:

وهي على ضربين:

.الضرب الأول في ذكر كورها القديمة:

وقد جعلها القضاعي في خططه ثلاثة أحياز، وتشتمل على خمس وخمسين كورة، إلا أنه ذكرها سرداً غير مبينة ولا مرتبة. وقد أوردتها هنا مبينة مرتبة، ونبهت على ما هو مستمر منها على حكمه، وما تغير حكمه بإضافته إلى غيره من الأعمال المستمرة مع بقاء أسمائه، وما درس اسمه ونسي، أو تغير ولم تعلم له حقيقة.
الحيز الأول أعلى الأرض:
وهو الصعيد، والمراد ما هو من كورها جنوبي الفسطاط إلى نهايته في الجنوب، وسمي صعيداً لأن أرضه كلما ولجت في الجنوب، أخذت في الصعود والارتفاع.
وقد ذكر القضاعي فيه عشرين كورة: الأولى- كورة الفيوم وهي كورة باقية مستمرة الحكم إلى الآن، وسيأتي ذكرها في الكلام على الأعمال المستقرة فيما بعد إن شاء الله تعالى.
الثانية- كورة منفٍ ومنفٌ هي مدينة مصر القديمة المتقدمة الذكر، التي بناها مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام. وقد تقدم أنها على اثني عشر ميلاً من الفسطاط في جنوبيه على القرب من البلدة المعروفة الآن بالبدرشين.
الثالثة- كورة وسيم ووسيم بفتح الواو وكسر السين المهملة وسكون الياء المثناة تحت وميم في الآخر، بلدة من عمل الجيزة معروفة؛ والثابت في الدواوين أوسيم بزيادة ألف في أولها وسكون الواو.
الرابعة- كورة الشرقية وكأن المراد بها عمل إطفيح الآن إذ هو شرقي النيل وليس بالوجه القبلي عمل مستقلٌ شرقي النيل سواه.
الخامسة- كورة دلاص وبوصير أما دلاص فبدال مهملة مفتوحة ولام ألف ثم صاد مهملة؛ قال في الروض المعطار: كانت مدينة عظيمة بها عجائب الأبنية وبها كان مجتمع سحرة مصر، وأما بوصير فالمراد هنا بوصير قوريدس التي قتل بها مروان الحمار، آخر خلفاء بني أمية، ودلاص وبوصير هذه كلاهما الآن من عمل البهنسى، وسيأتي ذكره في الأعمال المستقرة.
قال في الروض المعطار: قال الجاحظ: بها ولد عيسى بن مريم عليه السلام. وذكر أن نخلة مريم كانت قائمة بها إلى زمانه.
قلت: والمعروف أن مولد عيسى عليه السلام كان بالقدس من أرض الشام على ما سيأتي ذكره في الكلام على الإيمان في أواخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
السادسة- كورة أهناس وأهناس بفتح الهمزة، وسكون الهاء وفتح النون وألف وسين مهملة في الآخر، وتعرف بأهناس المدينة، كانت مدينة في القديم، وهي الآن من جملة عمل البهنسى الآتي ذكره في الأعمال المستقرة.
السابعة- كورة القيس والقيس بفتح القاف وسكون الياء المثناة تحت وسين مهملة في الآخر، كانت مدينةً في القديم، وهي الآن قرية معدودة من عمل البهنسى أيضاً.
الثامنة- كورة البهنسى وهي ذات عمل مستقر، وسيأتي ذكرها في الكلام على الأعمال المستقرة فيما بعد إن شاء الله تعالى.
التاسعة- كورة طحا وجير شنودة. أما طحا فبفتح الطاء والحاء المهملتين وألف في الآخر، كانت في القديم مدينةً ذات عمل، ولذلك تعرف بطحا المدينة، وهي الآن من عمل الأشمونين الآتي ذكرها في الكلام على الأعمال المستقرة، وإليها ينسب أبو جعفر الطحاوي إمام الحنفية ومحدثهم.
وأما جيرشنودة، فمن الأسماء التي درست ولم تعلم حقيقتها.
العاشرة- كورة بويط قال ابن خلكان: بويط بضم الباء الموحدة وفتح الواو وسكون الياء المثناة تحت وطاء مهملة في الآخر. وقال في تقويم البلدان بهمزة مفتوحة في أوله وباء ساكنة، وهو اسم واقع على بلدتين بالديار المصرية: إحداهما بعمل البهنسى في لحف الجبل عن طريق المارة، وإليها ينسب أبو يعقوب البويطي: أحد رواة الجديد عن الإمام الشافعي رضي الله عنه. والثانية من عمل سيوط وتعرف ببويط البتينة، وإليها ينسب شرق بويط والظاهر أنها المرادة هنا.
الحادية عشرة- كورة الأشمونين وأنصنا وشطب. أما مدينة الأشمونين، فذات عمل مستقر، وسيأتي ذكرها في الكلام على الأعمال المستقرة فيما بعد أن شاء الله تعالى.
وأما أنصنا فقال في تقويم البلدان: هي بفتح الهمزة وسكون النون وكسر الصاد المهملة وفتح النون وألف في الآخر، وهي مدينة قديمة خرابٌ في البر الشرقي من النيل قبالة الأشمونين.
وقد ذكر ابن هشام في السيرة، أن مارية القبطية التي أهداها المقوقس النبي صلى الله عليه وسلم من كورتها من قرية يقال لها حفن، وأنصنا الآن من جملة عمل الأشمونين.
وأما شطبٌ فبضم الشين المعجمة وسون الطاء المهملة، وباء موحدة في الآخر، وهي مدينة قديمة بنيت في زمن شداد بم عديم أحد ملوك مصر بعد الطوفان قد خربت وعمر عليها قرية صغيرة سميت باسمها، وهي الآن من جملة عمل سيوط الآتي ذكره في الأعمال المستقرة.
الثانية عشرة- كورة سيوط وهي مستقر الحكم وسيأتي ذكرها في الأعمال المستقرة.
الرابعة عشرة- كورة قهقوه وهي من الأسماء التي درست ونسيت ولم أعلم بالصعيد بلدة تسمى الآن بهذا الأسم.
الخامسة عشرة- كورة إخميم والدير وأبشاية أما كورة إخميم، فمن الكور المستمرة الحكم، وسيأتي الكلام عليها في الكور المستقرة.
وأما الدير فيجوز أن يكون المراد به الدير والبلاص، وهي بلدة في شرقي شمالي قنا، هي الآن من عمل قوص الآتية الذكر.
وأكما أبشاية فمن الأسماء التي جهلت.
السادسة عشرة- كورة هو ودندرة وقنا أما هو، فبضم الهاء وسكون الواو، وهي مدينة صغيرة على ساحل البر الغربي الجنوبي من النيل، ويضاف إليها في الدواوين الكوم الأحمر، فيقال هو والكوم الأحمر.
وأما دندرة فبفتح الدال المهملة وسكون النون وفتح الدال الثانية والراء المهملة وهاء في الآخر، وهي مدينة قديمة خرابٌ على الساحل الغربي الجنوبي من النيل في شرقي هو، وبها كانت البرباة العظيمة المتقدم ذكرها في عجائب الديار المصرية.
وأما قنا فبكسر القاف وفتح النون وألف في الآخر، وهي مدينة شرقي النيل، وبها ضريح السيد الجليل عبد الرحيم القنائي، المعروف بالبركة وإجابة الدعاء عنده وهذه البلاد الثلاث الآن من جملة عمل قوص الآتي ذكره في الكلام على الأعمال المستقرة.
السابعة عشرة- كورة قفطٍ والأقصر. أما قفط، فبكسر القاف وسكون الفاء وطاء مهملة في الآخر، كانت مدينة قديمة بالبر الشرقي من النيل جنوبي قنا المتقدمة الذكر، بناها قفط بن قبطيم بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام أحد ملوك مصر بعد الطوفان، فخربت وبقيت آثارها وعمرت على القرب منها مدينة صغيرة سميت باسمها.
وأما الأقصر فبضم الهمزة وسكون القاف وضم الصاد المهملة وراء مهملة في الآخر، وتسمى الأقصرين أيضاً على التثنية، وهي مدينة خراب بالبر الشرقي من النيل، قد عمر على القرب منها قرية سميت باسمها، وبها ضريح السيد الجليل أبو الحجاج الأقصري، وكانت بها بربارة عظيمة فخربت، واعلم أن بين قفط والأقصر مدينة قوص، وقد ذكر القضاعي كورتها في جملة الكور، فكيف يستقيم أن تذكر قفط والأقصر كورة واحدة!.
الثامنة عشرة- كورة قوص وهي مستمرة الحكم، وسيأتي الحكم، وسيأتي الكلام عليها في جملة الأعمال المستقرة إن شاء الله تعالى.
التاسعة عشرة- كورة أسنا وأرمنت أما أسنا، فبفتح الهمزة وسكون السين المهملة وفتح النون وألف في الآخر، وهي مدينة حسنة بالبر الغربي من النيل، ويقال: إنه لم يسلم من تخريب بخت نصر من مد الديار المصرية سواها، وذلك أن أهلها هربوا منه إلى الجبل بالقرب منها فتبعهم وقتلهم هناك وترك البلد على حالها.
وأما أرمنت فبفتح الهمزة وسكون الراء المهملة وفتح الميم وسكون النون وتاء مثناة في الآخر، وهي مدينة صغيرة بالبر الغربي الشمالي من النيل ببنها وبين أسنا مرحلة، وكلاهما الآن من عمل قوص، وقد جرى على الألسنة الجمع بينهما في اللفظ فيقال: أسنا وأرمنت، وكان ذلك لكثرة اجتماعهما في أقطاعٍ واحد.
العشرون- كورة أسوان وسيأتي ذكرها في الكلام على الأعمال المستقرة مع الأعمال القوصية إن شاء الله تعالى.
الحيز الثاني أسفل الأرض:
وقد ذكر القضاعي: أنها ثلاث وثلاثون كورة في أربع نواحٍ:
الناحية الأولى كور الحوف الشرقي وبها ثمان كور:
الأولى- كورة عين شمسٍ وعين شمس مدينة قديمة خرابٌ على القرب من المطرية من ضواحي القاهرة الآتي ذكرها في الأعمال المستقرة.
قال القاضي محي الدين عبد الظاهر: رأيت على حاشية بعض كتب التواريخ أن ملكها كان عظيم الشأن، وعاش إلى زمن يوسف عليه السلام وتزوج ابنته.
الثانية- كورة أتريب وأتريب مدينة خرابٌ على القرب من بنها العسل من أعمال الشرقية الآتي ذكرها في الأعمال المستقرة، بناها أتريب بن قبطيم بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام.
الثالثة- كورة نتا وتمي أما نتا، فلا يعرف بالحوف الآن بلدة اسمها نتا، وإنما نتا بعمل الغربية، وسيأتي ذكرها مع بوصير هناك.
وأما تمي فبضم التاء المثناة فوق وفتح الميم وياء مثناة تحت في آخرها، وهي مدينة خرابٌ بعمل المرتاحية، بها آثارٌ عظامٌ رأيت فيها أبواباً من حجر صوان قطعة واحدة، ارتفاعها نحو عشرة أذرع قائمة على قاعدة من صوان أيضاً.
الرابعة- كورة بسطة وبسطة بفتح الباء الموحدة وسكون السين وفتح الطاء المهملتين وهاء في الآخر، وهي مدينة خرابٌ تعرف الآن بتل بسطة من عمل الشرقية.
الخامسة- كورة طرابية وهي من الأسماء التي درست ولم تعرف.
السادسة- وكورة فربيط وهي من المجهول أيضاً.
السابعة- كورة صان وإبليل وهي من المجهول.
الثامنة- كورة الفرما والعريش، أما الفرما، فقال في تقويم البلدان: هي بفاء وراء مهملة وميم مفتوحات ثم ألف، وهي بلدة خرابٌ على شاطيء بحر الروم، على بعد يومٍ من قطية. قال ابن حوقل: وبها قبر جالينوس الحكيم.
وأما العريش فبفتح العين المهملة وكسر الراء المهلمة وسكون الياء المثناة تحت وشين معجمة في الآخر قال في الروض المعطار: كانت مدينة ذات جامعين مفترقي البناء. وثمار وفواكه.
قال في تقويم البلدان: وهي الآن منزلة على شط بحر الروم، وبها آثار قديمة من الرخام وغيره.
قال في الروض المعطار: وكان بينها وبين قبرس طريق مسلوكة في البر.
الناحية الثانية بطن الريف:
وأصل الريف في لغة العرب موضع الزرع والشجر، إلا أنه غلب بالديار المصرية على أسفل الأرض منها؛ وفيها سبع كور: الأولى- كورة بنا وبوصير أما بنا، فبفتح الباء الموحدة والنون وألف في الآخر. وبوصير تقدم ضبطها في الكلام على بوصير المعروفة بمصر يوسف بالجيزية عند ذكر قواعد مصر القديمة، وبنا وبوصير هذه كلاهما من عمل الغربية الآتي ذكره في الأعمال المستقرة.
الثانية- كورة سمنود وسمنود بفتح السين المهلمة وضم النون المشددة والواو ودال مهلمة في الآخر وهي مدينة صغيرة من الأعمال الغربية، كان لها عمل مستقر في أول الأمر ثم أضيفت إلى عمل الغربية.
الثالثة- كورة نوسا ونوسا بفتح النون والواو والسين المهملة في الآخر، وهي الآن قرية من قرى المرتاحية.
الرابعة- كورة الأوسية وهي من الأسماء التي درست وجهلت.
الخامسة- كور البجوم بالباء الموحدة والجيم، وهي من الأسماء المندرسة أيضاً، ولا يعرف مكان بالديار المصرية اسمه البجوم إلا أرض بأسفل عمل البحيرة على القرب من الإسكندرية صارت مستنقعاً للمياه المنصرفة عن البحيرة.
السادسة- كورة دقهلة ودقهلة بفتح الدال المهملة والقاف وسكون الهاء وفتح اللام وهاء في الآخر، وهي مدينة قديمة بالجزيرة بين فرقة النيل المارة إلى دمياط والفرقة التي تصب ببحيرة تنيس، وإليها ينسب عمل الدقهلية، وهي الآن قرية من عمل أشموم الآتي ذكرها في الأعمال المستقرة، وإن كان العمل في الأصل منسوباً إليها.
السابعة- كورة تنيس ودمياط أما تنيس، فقال في اللباب: هي بكسر المثناة فوق والنون المشددة وسكون الياء المثناة تحت وسين مهملة في الآخر، والجاري على الألسنة فتح التاء؛ كانت مدينة عظيمة فطمى عليها الماء قبل الفتح الإسلامي بمائة سنة، فأغرق ما حولها وصارت بحيرةً وسيأتي الكلام عليها في الكلام على بحيرتها، وهي الآن قرية صغيرة بوسط البحيرة والماء محيط بها.
قال في الروض المعطار: وكانت تربتها من أطيب الترب، وبها تحاك الثياب النفيسة التي ليس لها نظير في الدنيا، وقد قيل: إن الجنتين اللتين أخبر الله تعالى عنهما في سورة الكهف بقوله: {واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب} الآية، كانتا بتنيس.
وأما دمياط، فسيأتي ذكرها في الكلام على الأعمال المستقرة إن شاء الله تعالى.
الناحية الثالثة الجزيرة بين فرقتي النيل الشرقية والغربية:
وفيها خمس كور الأولى- كورة دمسيس ومنوف أما دمسيس، فبفتح الدال المهملة وسكون الميم وكسر السين وسكون الياء المثناة تحت وسين مهملة في الآخر، وهي الآن بلدة من عمل الغربية.
وأما منوف فمن الأسماء التي نسيت وجهلت.
الثانية- كورة طوة منوف وهي من الأسماء التي جهلت ولا يعلم بالديار المصرية الآن بلدة اسمها طوة غير بلدين بالوجه القبلي إحداهما بالأشمونين، والثانية بالبهنساوية.
الثالثة- كورة سخا وتيدة والفراجون. أما سخا، فبفتح السين المهملة والخاء المعجمة وألف في آخرها، وهي بلدة حسنة كانت ذا ت عمل، ثم استقرت من عمل الغربية الآن.
وأما تيدة، فبفتح التاء المثناة فوق وسكون الياء المثناة تحت وفتح الدال المهملة وهاء في الآخرها، وهي الآن قرية من قرى الغربية.
وأما الفراجون، فبالألف واللام في أولها، ثم فاء مفتوحة وراء مهملة مشددة بعدها ألف وجيم مضمومة وواو ساكنة ونون في الآخر؛ وهي بلدة مضافة إلى تيدة، فيقال: تيدة والفراجون.
الرابعة- كورة نقيزة وديصا وهما من الأسماء التي نسيت وجهلت.
الخامسة- كورة البشرود وهي من الأسماء التي جهلت.
الناحية الرابعة الحوف الغربي:
وفيها إحدى عشرة كورة: الأولى- كورة صا وصا بصاد مهملة مفتوحة وألف في الآخر، وهي مدينة خرابٌ شرقي الفرقة الغربية من النيل، بناها صا بن قبطيم بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام، أحد ملوك مصر بعد الطوفان، وبها الآن آثار عظيمة، وقد عمرت بالقرب منها قرية سميت باسمها، وكأن عملها كان من البر الغربي.
الثانية- كورة شباس وشباس بفتح الشين المعجمة والباء الموحدة وألف ثم سين مهملة اسم لثلاث بلاد من عمل الغربية الآن، وهي شباس الملح وشباس أنبارة، وشباس سنقر، وتعرف بشباس الشهداء، وكأن المراد الثالثة فإنها أعظمها.
الثالثة- كورة البذقون وهي من الأسماء التي درست وجهلت.
الرابعة- كورة الخيس والشراك أما الخيس فلا تعرف بالبحيرة الآن بلدة تسمى الخيس، وإنما الخيس بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء وسين مهملة في الآخر، بلدة من عمل الشرقية.
وأما الشراك فبكسر الشين المعجمة المشددة وفتح الراء المهملة وألف ثم كاف، وهي بلدة من عمل البحيرة.
الخامسة- كورة خربتا بكسر الخاء المعجمة وسكون الراء المهملة وكسر الباء الموحدة وفتح التاء المثناة فوق وهي قرية معروفة من عمل البحيرة، ومنها سار من سار من المصريين لقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه.
السادسة- كورة قرطسا ومصيل. أما قرطسا فبفتح القاف وسكون الراء المهلمة وفتح الطاء والسين المهملتين وألف في الآخر، وهي قرية من عمل البحيرة الآن، وأما مصيل، فمن الأسماء التي جهلت.
السابعة- كورة المليدس وهي من الأسماء التي جهلت.
الثامنة- كورة إجنا ورشيد والبحيرة أما إجنا، فمن الأسماء التي جهلت، ولا يعرف بالبحيرة بلد اسمها إجنا، وإنما أخنويه من عمل الغربية، والعامة نقول إخنا.
وأما رشيد، بفتح الراء المهلة وكسر الشين المعجمة وسكون الياء المثناة تحت ودال مهملة في الآخر، فبلدة عند مصب الفرقة الغربية التي يقع الاعتناء بحفظها.
وفي ذلك نظر لاعتباره الغربية ورشيد من سواحل البحيرة، وبينهما بعدٌ يبعد معه أن يجتمعا في كورة واحدة.
وأما البحيرة، فالظاهر أنه يريد بحيرة بوقير المتقدم ذكرها في الكلام على القواعد القديمة، ويأتي بقية الكلام عليها في الأعمال المستقرة إن شاء الله تعالى.
العاشرة- كورة مريوط ومريوط بفتح الميم وسكون الراء المهلمة وضم الياء المثناة تحت وسكون الواو وطاء مهملة في الآخر، وهي ناحية غربي الاسكندرية داخله الآن في عملها بها الأشجار والبساتين، وفواكهها تحمل للإسكندرية.
الحادية عشرة- كورة لوبية ومراقية أما لوبية فبلام وواو وباء موحدة ثم ياء مثناة تحت وهاء في الآخر قال في الروض المعطار: وهي كورة من كور مصر الغربية، متصلة بالإسكندرية. قال: وقد قيل: إن الاسكندر كان منها.
وأما مراقية، فبميم وراء مهملة وألف وقاف وياء مثناة تحت وهاء في الآخر.
وقد ذكر القضاعي في تحديد الديار المصرية ما يقتضي أنهما بجوار برقة، فقال إن الذي يقع عليه اسم مصر من العريش إلى لوبية ومراقية، ثم قال: وفي آخر أرض مراقية تلقى أرض انطابلس، وهي برقة، والظاهر أن لوبية غربي مريوط، ومراقية غربي لوبية، وهي آخر أرض الديار المصرية من جهة الغرب.
الحيز الثالث كور القبلة:
وفيها خمس كور، الأولى- كورة الطور وفاران. أما الطور فضبطه معروف. قال في المشترك: والطور في اللغة العبرانية اسم لكل جبل، ثم صار علماً لجبال بعينها، منها: جبل طورزيتا بلفظ الزيت، وهو اسم لجبل برأس عين من بلاد الجزيرة، وجبل بالقدس، وجبل مطل على طبريةً، وطور هارون بالقدس، وطور سينا، وهو المراد هنا، وهو جبل داخلٌ في بحر القلزم على رأسه ديرٌ عظيم، وفي واديه بساتين وأشجار، وهو على مرحلة من فرضة الطور المتقدمة الذكر في تحديد بحر القلزم، وكأنها سميت باسمه لقربها منه. قال ابن الأنباري في كتابه الزاهر: وسمي الطور بطور بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
وأما فاران، فبفاء مفتوحة بعدها ألف ثم راء مهملة بعدها ألف ثانية ثم نون، قال في الروض المعطار: وهي مدينة صغيرة من بر الحجاز على جون على البحر. قال: ولجبال فاران ذكر في التوارة.
الثانية- كورة راية والقلزم. أما راية فمن الأسماء التي جهلت، وقد ذكرها ابن سعيد مقرونة بالقلزم فقال: وراية والقلزم من كور مصر.
وأما القلزم، فقال في المشترك: هو بضم القاف وسكون اللام وضم الزاي المعجمة ثم ميم في الآخر، وهي مدينة قديمة على ساحل بحر القلزم وإليها ينسب البحر المذكور.
قال في القانون: وطولها ست وخمسون درجة وثلاثون دقيقة وعرضها ثمانً وعشرون دقيقة، وعلى القرب منها غرق فرعون.
الثالثة- كورة أيلة وحيزها، ومدين وحيزها، والعونيد وحيزها، والحوراء وحيزها.
أما أيلة، فقال في تقويم البلدان: وهي بفتح الهمزة وسكون الياء المثناة تحت وفتح اللام وهاء في الآخر، قال: وهي كانت مدينة صغيرة خراباً على ساحل بحر القلزم.
قال في القانون: طولها ست وخمسون درجة وأربعون دقيقة.
قال في تقويم البلدان: وبها زرع يسير، وهي مدينة اليهود الذين جعل منهم القردة والخنازير، وعليها طريق حجاج مصر. قال: وهي في زماننا برج وبه والٍ من مصر وليس بها مزدرع، وكان بها قلعة البحر فبطلت ونقل الوالي إلى البرج.
وأما مدين فضبطها معروف؛ وهي في الأصل اسم لقبيلة شعيبٍ عليه السلام وكانوا مقيمين بها فسميت البلد بهم، وهي مدينة خرابٌ على بحر القزم محاذيةٌ لتبوك من بلاد الشام على نحو ست مراحل منها، وعدها في الروض المعطار من بلاد الشام، وبها بئر التي استقى منها موسى عليه السلام لبنات شعيبٍ وسقى غنمهن.
قاال ابن سعيد: وسعة البحر عندها نحو مجرى.
وأما العونيد، فبعين مهملة وواو وياء مثناة تحت ونون ودال. قال في الروض المعطار: وهي مدينة قريبة من نصف الطريق بين جدة والقلزم. قال: وعلى القرب منها مرسى صنا، ينحدر الماء بها عن أثر قدم من أوسط الأقدام بينة الكعب والأخمص والأصابع لم يعفها الزمان، ولا تنمحي بمرور الماء عليها.
وأما الحوراء، فبحاء مهملة مفتوحة بعدها واو ساكنة وراء مهملة مفتوحة ثم ألف في الآخر. قال في الروض المعطار: وهي مدينة على ساحل وادي القرى بها مسجد جامع، وبها ثمانية آبار عذبةٍ، وبها ثمار ونخل وأهلها عرب من جهينة وبلي.
قلت: والمعروف في زماننا أن الحوراء منزلة بطريق حجاج مصر، لعلها على القرب منها.
الرابعة- كورة بدا يعقوب وشعيبٍ، ولم أعلم حقيقة مكانهما.
قلت: ذكر القضاعي أيلة ومدين وما والاهما مما على ساحل بحر القلزم من بر الحجاز في أعمال مصر جرياً على ما قدمه من إدخال ذلك في تحديد الديار المصرية، على أنه قد أهمل من جملة الديار المصرية حيزين آخرين:
الحيز الأول بلاد ألواح:
إذ هي داخلة في حدود الديار المصرية على ما حدده هو وغيره.
قال في اللباب: وهي بفتح الهمزة وسكون اللام وفتح الواو وفي آخره حاء مهملة، وقال في المشترك: واح بغير ألف ولام ويجمع على واحات، وهي ناحية غربي بلاد الصعيد منقطعة عنه خلف الجبل الغربي من جبلي مصر المتقدم ذكرهما.
قال في مسالك الأبصار: وهي بين مصر والإسكندرية والصعيد والنوبة الحبشة. قال في تقويم البلدان: والبراري محيطة بها من جميع جهاتها، وهي بينها كالجزيرة، بين رمال ومفاوز.
قال البكري: وهو إقليم مستقلٌ غير مفتقر إلى سواه قال في الروض المعطار: وهي آخر بلاد الإسلام، وبينها وبين بلاد النوبة ست مراحل. قال: وفي هذه الأرض شبية وزاجية وعيون حامضة الطعوم، ولكل نوع منها منفعة وخاصة، وبها العيون الجارية، والبساتين، والثمار، والتمر الكثير؛ وبها مدن كثيرة مسورة وغير مسورة.
قال في المشترك: وهي ثلاث كور: واح الأولى، وواح الوسطى، وواح القصوى.
قلت: والأولى منها- مقابل الأعمال البهنساوية، وهي أعمرها وأكثرها ثمرة، ومنها يجلب التمر والزبيب الكثير، وتعرف بواح البهنسى وبألواح الخاص.
والثانية- مقابل شمالي الأعمال الأسيوطية، وتعرف بألواح الداخلة؛ وهي تلو ألواح الأولى في العمارة؛ بها مدن مشهورة، منها السلمون والهنداو والقلمون والقصير وغيرها.
والثالثة- مقابل جنوبي ألواح الثانية، وتعرف بألواح الخارجة؛ وبين ريف الصعيد وبين جميعها عرض جبل مصر الغربي، ومسيرته ثلاث مراحل فما دونها بحسب اختلاف الأماكن والطرق.
قال في التعريف: وهي جارية في إقطاع أمراء مصر، وهم يولون عليها من قبلهم. قال: ومغلها كأنه مصالحة لعدم التمكن من استغلاله أسوة بقية ديار مصر، لوقوعه منقطعاً في البلاد النائية والقفار النازحة.
قال في مسالك الأبصار: ولا تعد في الولايات ولا الأعمال، ولا يحكم عليها من قبل السلطان.
الحيز الثاني برقة:
بفتح الباء الموحدة وسكون الراء المهملة وفتح القاف وهاء في الآخر. قال في تقويم البلدان: وهي من الإقليم الثالث. قال في كتاب الأطوال: وطولها اثنتان وأربعون درجة وخمس وأربعون دقيقة، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة. وهي أرض متسعة الأرجاء، مديدة الفضاء، وهي من أزكى الأراضي دواب، وأمراها مرعى.
قال في مسالك الأبصار: أخبرني بعض من رآها أنها شبيهة بأطراف الشام وجبال نابلس في منابت أشجارها وكيفية أرضها وما هي عليه، وأنها لو عمرت بالسكان وتأهلت بالزراع، كانت إقليماً كبيراً يقارب نصف الشام، قال: وبها الماشية والسائمة الكثيرة: من الإبل والغنم والخيل، وخيلها من أقوى الخيل وأصلبها حوافر، وصورها بين العراب والبراذين، وقد جمعت بين حسن العراب وكمال تخاطيطها، وصلابة البراذين وثباتها على الوعور، وهي إلى محاسن العراب أقرب، ولكنها لا تبلغ شأو خيل البحرين والحجاز؛ وفحولها أنجب من إناثها. قال: وكذلك بها المدن المبنية، والقصور العلية، والآثار الدالة على ما كانت عليه من الجلالة.
قال ابن سعيد: وهي سلطنة طويلة، وإن لم يكن لها استقلاق لاستيلاء العرب عليها، وهي إلى أفريقية أقرب منها إلى مصر، قال: وكان سريرها في القديم بمدينة طبرقة. وذكر صاحب الروض المعطار: أن قاعدتها كانت مدينة أنطابلس، وقد تقدم من كلام القضاعي في تحديد الديار المصرية في آخر الحد الشمالي ما يوافقه.
قال في مسالك الأبصار: ومن مدنها طلميثا. قلت: والتحقيق أن برقة قسمان: قسم محسوب من الديار المصرية، وهو ما دون العقبة الكبرى إلى الشرق، وقسم محسوب من إفرقية، وهو ما فوق العقبة المذكورة إلى الغرب، وهذه المدن الثلاث مما يلي جهة المغرب، والقسمان كلاهما اليوم بيد العرب أصحاب الماشية. قال في مسالك الأبصار: وربما زرع بعضهم في بعض أرضها فأنجب، ولكنهم أهل بادية لا عناية لهم بعمارة ولا زرع. قال: وأمرها إلى صاحب مصر يقطعه بالمناشير تارة لبعض الأمراء وتارة للعرب يأخذون عدادها، وكأنه يريد القسم الذي هو من مصر.